عزيز مخرج لائق و غزوانى مرشح النظام / بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

ثلاثاء, 2019/01/22 - 14:39

ما حصل من إصدار بيان رئاسي مثير للجدل على رأي البعض، لن يغطي تماما ربما، على سلبيات نظام ولد عبد العزيز أو يمحوها بجرة قلم ،لكنه  قد يخفف من سلبية صورة الرئيس محمد ولد عبد العزيز .

فكونه يقبل و يكرس احترام الدستور و يترك سلميا ،للدولة الحق فى أن تعيش تناوبا سياسيا حضاريا،على وظيفة رأس هرم السلطة،فهذا سيخفف من التقويم السلبي المنفر ،لفترته فى الحكم ،رغم ما شهدت من تلاعب بالمال العمومي و إضعاف و تغييب ،لبعض المؤسسات المحورية .

فقبوله هذا بطريقة متعقلة ،الخروج من وظيفة الرئاسة ،وفق ما ينص عليه الدستور،بعد انقضاء المأموريتين،سينفعه كثيرا للتبييض النسبي،لبعض عثراته العديدة، فى إدارة حكم البلاد،منذو ٣ أغسطس ٢٠٠٥،بعد الإطاحة بالرئيس معاوية .

أهل موريتانيا ليسوا عتاة قساة فى محاسبة رؤسائهم،رغم بعض أخطائهم المؤلمة،فالذاكرة الجمعية،لدينا ضعيفة، على الوجه الأغلب .

و بدون شك عزيز، سينتفع سياسيا من طريقة خروجه هذه،إن تمت على هذا المنحى دون تراجع ،قد يظل محتملا ،ما لم يخرج نهائيا و عمليا ،بإذن الله .

و فى الوجه الإخر -إن حصل-التناوب فى ظل انتخابات مقبولة،و لو عن طريق عسكري آخر ،مثل غزوانى ،فلن تستطيع المعارضة اعتباره نموذجا غير ديمقراطي،خصوصا أن الرجل لم يسير دفة الشأن المدني بصورة عميقة و لا مباشرة،كما عرف بالهدوء و المسالمة و الإجماع ،أينما عمل و قاد،سواءا فى إدارة الأمن أو قيادة الجيوش.و لا غضاضة من تجربته،عسى أن يكرس التعايش و الإيجابية،و ليكون أحرص على مشاركة جميع مكونات المجتمع الموريتاني و المسرح السياسي الوطني ،بما فيه الإسلاميون،الذين تلقوا كثيرا من التحامل و الاتهامات المفبركة،فى آخر عهد الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز.

و على كل حال ستكون انتخابات -إن شاء الله- شفافة،و لو نسبيا،و أي مرشح كسب الرهان ،ينبغى أن تتاح له الفرصة طيعة كاملة، ليجرب حظ برنامجه الانتخابي .

و ولد غزوانى ،إن قاد البلاد فى المرحلة القادمة،فستشهد المزيد من التعايش الاجتماعي و السياسي ،و لا أحسبه بحكم طبيعته الخاصة و خلفيته الروحية و الأسرية ،سيكون نهما أو ظلوما غشوما.هذا ظنى به ،و الله اعلم .

و قد يكون من المهم ،محاولة إذابة الجليد بين النظام و المعارضة و العمل على تخفيف الاحتقان بوجه عام ،بما فيه ما يعانى بعض رجال الأعمال ،مثل ولد بوعماتو ،من استهداف أو تضييق ،مبرر كان أو غير مبرر.فكفانا تنابذا و فرقة و تدابرا.

ليكون الجو العام المؤسس على ما أمكن،من تفاهم و انسجام،مساعدا على المزيد من التعاون و التنمية،بمختلف المعانى و الأوجه ،بإذن الله.

البلد حسب المؤشرات الراهنة،مقبل على مرحلة تناوب سلس ربما،قد يفتح الفرصة و المجال،لكثير من التفاهمات و الحوارات و التقارب،لتجاوز الانسداد الحاصل ،منذو سنين فى عدة ملفات و قضايا حساسة و حيوية،ربما لارتفاع منسوب أحادية الرأي و التوجه،فى فترة معينة،أضحت الآن على مشارف التجاوز، إن شاء الله.