علماء الأمة: المساس بالقرضاوي إهانة للاسلام والمسلمين

ثلاثاء, 2014/12/16 - 13:26

قال علماء الأمة الإسلامية في بيان صادر يوم 15 ديسمبر 2014م إن "أي استهداف أو مساس بمقام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أو بشخصه، هو مساس بنا جميعاً ، وهو استهداف للمنهج الوسطي المعتدل الرشيد..".

وأعلن العلماء عن استهجانهم وإدانتهم لهذا التصرف اللامسؤول، الذي يعتبر "إهانة للإسلام والمسلمين، وللعلم والعلماء، كما أعربوا عن رفضهم تماما توجيه تلك الاتهامات المغلوطة والمختلقة للعلامة القرضاوي.

ودان العلماء "التهم الزائفة للعلماء، أو لأي مؤسسة سلمية تنتهج الفكر الوسطي المعتدل ، ونرى ذلك محاولة با ئسة لعزل العلماء وإضعافهم، ودعوة ضمنية للشباب لاتباع فكر العنف والتطرف، وترك شباب الأمة فريسة للأعداء والمضللين في الداخل والخارج ، في غياب علمائها الحقيقيين .

وطالب العلماء "بسرعة رفع اسم سماحة الشيخ القرضاوي من تلك القوائم ، التي كان يجب أن تضم أسماء المجرمين الحقيقيين المعروفين، ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم ، ويمولون الباطل ، والعالم يعرفهم جميعاً ، والواقع يفضحهم ، والتاريخ لن يرحمهم".

وأكد العلماء "أن الأمم المتحضرة الراقية هي التي تكرم العلماء،  وتبوئهم المكانة الرفيعة اللائقة بهم في المجتمع، وترفع ذكرهم، وتنشر أعمالهم، وتحض الناشئة على حبهم واحترامهم والتأسي بهم، لا التي تجعلهم هدفاً لمثل هذه التهم الزائفة والإهانات المغرضة.".

 

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

فوجئنا نحن العلماء الموقعين أدناه، كما فوجئ المسلمون في العالم بوضع اسم سماحة الشيخ يوسف القرضاوي ضمن لائحة الإنتربول  للمطلوبين دولياً، بطلب من سلطات الانقلاب الدموي في مصر، وبواسطة سلطة قضائية مسيسة فقدت كل مصداقية وكل قيمة لقراراتها وأحكامها،

وسماحة الشيخ يوسف القرضاوي إمام الوسطية الإسلامية، وواحد من أهم المجددين في هذا العصر ، وعلم من أعلام الأمة الإسلامية، ورمز من رموز العلم والفكر ، وهب حياته لخدمة قضايا الأمة، وللعمل والإنتاج العلمي والفكري، وبذل وسعه لنشر المنهج الوسطي المعتدل، وهو معلم لأجيال من العلماء ، له تلامذة ومحبون في العالم أجمع ، كما أن مواقفه الرافضة للعنف والتشدد والإرهاب ثابتة في كتبه وخطبه ودروسه ومقالاته وفتاواه وبياناته منذ عشرات السنين، إضافة إلى أن كتبه البالغة نحو (200) مائتي كتاب تمثل مراجع أساسية في المكتبة الإسلامية، وتدرس في مختلف الجامعات الإسلامية، وتترجم لشتى لغات العالم.

كما أنه عالم رباني ، ورجل فكر ورأي ، يواجه الحجة بالحجة ، والفكر بالفكر ، والكلمة بالكلمة ، ويناصر الحق وأهله ، وقد جاب العالم شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، داعياً إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، عميق الفكر ، فقيه النفس ، مهتم بظاهر النصوص مع مقاصدها ، معايشاً لقضايا أمته والعالم غير غائب عنها ، تجاوز عمره (88) الثامنة والثمانين عاماً قضاها في حفظ القرآن الكريم وتفسيره وتعليمه للناس ، وفي حفظ السنة النبوية وفقهها وحمايتها ، وفي التربية والدعوة ، والاجتهاد في الفقه مع مراعاة العصر وفقه الأولويات والمقاصد والموازنات ، وتوعية الأمة بأمور دينها ودنياها .

إن الأمم المتحضرة الراقية هي التي تكرم العلماء،  وتبوئهم المكانة الرفيعة اللائقة بهم في المجتمع، وترفع ذكرهم، وتنشر أعمالهم، وتحض الناشئة على حبهم واحترامهم والتأسي بهم، لا التي تجعلهم هدفاً لمثل هذه التهم الزائفة والإهانات المغرضة ،

وقد قال الله سبحانه وتعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر :9]، وقال سبحانه وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏} [المجادلة:11]. ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:  "إن العلماء ورثة الأنبياء".

وقد كرم سماحة العلامة نتيجة جهوده السابقة من المؤسسات الدولية ومن الدول العربية والإسلامية، فحصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية، وجائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة العطاء العلمي المتميز -ماليزيا، وجائزة السلطان حسن البلقية  - سلطان بروناي، وجائزة سلطان العويس – الإمارات، وجائزة دبي للقرآن الكريم – الإمارات، وجائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية – قطر، وجائزة الهجرة النبوية  - ماليزيا، ووسام الاستقلال من الدرجة الأولى – الأردن.

إننا - نحن العلماء – نرى أي استهداف أو مساس بمقام العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أو بشخصه، هو مساس بنا جميعاً ، وهو استهداف للمنهج الوسطي المعتدل الرشيد، ونعلن استهجاننا وإدانتنا لهذا التصرف اللامسؤول، ونعتبره إهانة للإسلام والمسلمين، وللعلم والعلماء، ونرفض تماما توجيه تلك الاتهامات المغلوطة والمختلقة للعلامة القرضاوي، وندين توجيه التهم الزائفة للعلماء، أو لأي مؤسسة سلمية تنتهج الفكر الوسطي المعتدل ، ونرى ذلك محاولة بئيسة لعزل العلماء وإضعافهم، ودعوة ضمنية للشباب لاتباع فكر العنف والتطرف، وترك شباب الأمة فريسة للأعداء والمضللين في الداخل والخارج ، في غياب علمائها الحقيقيين .

كما نطالب بسرعة رفع اسم سماحة الشيخ القرضاوي من تلك القوائم ، التي كان يجب أن تضم أسماء المجرمين الحقيقيين المعروفين، ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم ، ويمولون الباطل ، والعالم يعرفهم جميعاً ، والواقع يفضحهم ، والتاريخ لن يرحمهم .

 

 

والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

 

 العالم في : 23 صفر 1436 هـ

الموافق : 15 ديسمبر 2014م