في عيد الجيش و في ذكرى الاستقلال تختلط مشاعر الفرح بمشاعر الحزن و الألم و الخوف من المستقبل .
الفرح بأنه أصبح لنا جيش و انسحب جيش المستعمر من موريتانيا على الأقل ظاهريا وهذه مناسبة سعيدة لنا ان نتباشر بها و نتعاون على اكتمال الاستقلال و نحافظ عليه و نطالب بحماية الجيش ودعمه و ابعاده عن السياسة و ابعاد الفاسدين عنه.
و الألم و الحزن بوجود أبناء لهذا الشعب تمت تصفيتهم و حسب الكثير من الروايات في هذا اليوم دون محاكمة و لا إشعار بذنب او جريمة ارتكبوها تبيح هذا المستوى الشنيع من ردة الفعل .
نعم كتبت من قبل عن هذا الموضوع و استنكر البعض و تهجم أخرون و ندد إخوة و أصدقاء و اعتبروا أن هذا الماضي يجب ان يترك و ينسى و ان لا يثار .
هل تقبلون ان يذبح 28 مواطن موريتاني و أن لا تعرف ظروف ولا ملابسات هذه الجريمة و أن يتم ذلك في يوم "الاستقلال" و من طرف من يعتبرون"قادة"وهم وحوش يلبسون لباس البشر وان لا نتحدث عن الموضوع لطلب توضيح او اخبار عن هذه الجريمة؟ كيف يمكن لإنسان ان يذبح أخاه بدم بارد و بهذه الوحشية التي يتحدث عنها البعض و نسمح لأنفسنا بعدم نقاش الموضوع و استمرار هذه المعاناة .
كيف نقبل أن يبقى جزء منا يخلد ذكرى مجزرة و الجزء الآخر يخلد ذكرى استقلال .
جزء يتألم و يبكي و جزء يتباشر بيوم النصر .
جزء يبحث عن مكان الضحايا و كيف قضو و ماهو السبب و من المجرم ....... مؤلم جدا .
والأكثر ألم و الأخطر ان يكون هذا الجزء من شريحة واحدة و جهة واحدة .
هذا السكوت يدعم فرضية التصفية التي يتحدث عنها بعض العنصريين مع قناعتي ان هذه الجريمة لا يتحملها غير الذي نفذها لا تتحملها جهة سياسية و لا شريحة معينة و إنما مجرمون لا يمثلون غير أنفسهم لحظة ممارسة هذه المذبحة.
هذا الجرم يجب ان يناقش و ان ينتهي لان الحقوق لا تسقط بالتقادم و لا تنسى رغم الزمن.
انه ومنذ 1990 و أرملة تبحث عن زوجها الذي يقال انه ذبح ذات مساء في هذا التاريخ و إبن لا يعرف لماذا اختفى أبوه دون اي محاكمة وما هو الجرم .
هذه صور و أسماء بعض الضحايا رحمهم الله و تقبلهم من الشهداء و اهلمنا الصبر فيهم .
هذه الجريمة آن لها أن تتوقف وأن تقدم الدولة الرواية الحقيقية و ان يقدم الجيش اعتذارا رسميا لأسر الضحايا و لعموم الشعب الموريتاني على ما اقترفه هؤلاء المجرمين و أن يتم إنهاء هذا الموضوع وليس بالأمر الصعب .
حفظ الله موريتانيا و رحم الله شهداء الجيش