منتجع أم الحبال .. جنة لم تعدم الوصل يوما (تقرير+ صور)

جمعة, 2015/03/13 - 02:14
جانب من الاحتياطي الموجود من المياه في جوف أخدود "أم لحبال" (تصوير-السراج)

موفد السراج (الزويرات) - في الطريق إلى منتجع أم لحبال الطبيعي لابد من عبور مجازات صخرية وعرة والمرور بمناجم شركة "ميفرما" الشركة الأم قبل تأميمها لتصبح الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" وبعض آليات الشركة المتوقفة منذ عقود بدون حراك وقد استحال بعضها إلى هياكل حديدية صدئة ضخمة.

 

تاريخ عريق ..

قبل قرون متطاولة كانت قوافل بدو الصحراء الكبرى تجوب أكثر المناطق القاحلة والفقيرة من الغطاء النباتي الغنية بالمعادن في أرض ولاية تيرس الزمور بشمال موريتانيا وهم في طريق قوافلهم التجارية وفي سبيل نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في القارة السمراء.

 

 

كانت طريقهم مميزة لاحتوائها على منابع من الماء المعدني العذب الذي هو عصب الحياة، ولكون عيونه لا تنضب كانوا لا يضلون الطريق عن المنتجع الطبيعي الذي يسمى شعبيا "أم لحبال" والذي يختفي وسط جبال شامخة قرب مدينة ازويرات المنجمية.

 

 

تتميز منطقة أم لحبال بكنها أكبر أخدود جبلي في المنطقة حيث تتجمع فيه المياه وتنحصر في حضنه كل فصول السنة، كما أنها أرطب منطقة في الصحراء الصخرية القاحلة، والصخور الصماء المليئة بمعدن الحديد عالي التركيز.

 

مصدر التسمية

كانت أم لحبال محجة للعديد من قوافل طراق الصحراء نظرا لأنها المصدر الوحيد للمياه العذبة على بعد مئات الكيلومترات من أقرب نقطة مياه أخرى، يتوقفون فيها للراحة وينيخون بها جمالهم ويستظلون بكهوفها الدافئة زمن الشتاء والباردة زمن الصيف ويدلون بدلائهم من أعلاها ليأخذوا الماء من أعماقها.

 

تلك الدلاء المعلقة بحبال مصنوعة من جلود صلبة تركت آثارها على الحافة الصخرية كنقش تليد يأبى الاختفاء متمثلا في خطوط طولية على حافة الأخدود مما جعل المسافرين والسكان المحليين يطلقون عليها اسم "أم الحبال".

 

خزان لحياة المدينة ..

بسبب تجمع آلاف الأمتار المكعبة من المياه العذبة في البرك الطبيعية لأخدود "أم لحبال" فكر عديد الوجهاء والنخب في أنها يمكن أن تشكل مخزن مياه وأمل حياة على ضفة صحراء جافة، وسط منابع كثيرة لم تف بضرورة الحياة لملوحتها فقرروا إغلاقها بسد يمنع تسرب المياه ويضمن تجمعها بين ظهراني الجبل الذي يبدو كحارس أمين لسرها.

 

 

كل الأعمال التي قيم بها لسد الأخدود ولضمان تجمع أكبر احتياط للمياه في المنطقة لم تجد نفعا لأنها سببت العديد من التسربات في الجدار الصخري فكان المشروع يسير إلى الفشل كلما فشلوا في سد الثغرات، يقول البعض إنه لو تم إحكامه بقوة وبدراسة ومن خلال مختصين لاستطاع أن يسقي المدينة عشرين سنة بمعدل عشرين صهريجا يوميا.

 

 

 

 

مخدع للهاربين من المدينة

 

 

 

مثلت حفرة أو أخدود "أم لحبال" نقطة سياحية بامتياز تجذب العديد من سكان مدينة ازويرات الذين يخرجون من حياة المدينة وصخبها وأصوات آليات المناجم وحفرياتها وارتجاج التفجيرات المتواصلة في مواقع التنقيب بالجبال، مما يجعلهم أقرب إلى الحياة الصافية في عزلتها الهادئة وصمتها الخالي من أي ضجيج سوى من خرير المياه وأصوات التيارات الهوائية المتعاقبة بين جدران التجويف الصخري العملاق.

 

 

​يستغل معظم المنتجعين الشرفة الطبيعية المنحوتة بقدرة الخالق سبحانه في الصخور ذات الشكل الكهفي المطل على البرك المائية في قاع الفجوة، ويصنع العديد منهم الشاي بينما يقوم بعضهم بطبخ وجبات تقليدية من أجل توفير تكامل غذائي وبيئي موروث يبحث عنه معظم الهاربين من صخب المدينة.